لائحة الانتظار غالبا ما تكون طويلة إنما اللائحة التي كنت فيها كانت قصيرة مقارنة بالمُنتَََظرين.
كنا ننتظر الأقارب، الأصحاب، الغرباء للخروج و الانتهاء من مهاهم في السفارة. ننتظر و ننظر إلى الخارجين فردا فردا عله يكون هو المطلوب.
جلست ذاك اليوم على مقاعد إحدى القهاوي المقاربة لإحدى السفارات أنتظر أختي للخروج. أختي واحدة من الكثيرين الذين دخلوا إلى باب السفارة تاركة كل أغراضها معي وذلك من دواعي الحماية و حملت أوراقها لطلب إذن من المعنيين للذهاب إلى بلادهم.
فجلست أنتظر و معي جلس عدد من المنتظرين، فكن المشهد مشابه للوقوف في باحة المطار ننتظر مسافرينا العائدين. و كما في كل جلساتنا، يكون الحوار سيد الموقف، و بما أن أسبابنا مشابهة، بدأ الكلام و التعرف. فلكل منهم حالة مختلفة عن الأخرى و سبب يدفعه للسفر غير الثاني. إنما القاسم المشترك أن الجميع في أمسّ حاجة للسفر و المغادرة.
موقف السيارات كان يمتلئ دقيقة بعد دقيقة، ساعة بعد ساعة و الناس هارعة خوفا من التأخر عن موعدها لتدخل لعلها تنجح بتحقيق حلمها أو هدفها بالحصول على ال"فيزا". هذه الفيزا أصبحت للبعض و مهما كان البلد المقصود هي بطاقة انطلاق إلى عالم يرون فيه معالم التطور و التحسن، يرون فيه السلام. هذا ما سمعته بين المتحاورين. لم أجاوب لأن أسبابي كانت خجولة كونها كانت لزيارة قصيرة أمام طلبات الهجرة و الإغتراب التي كان يأمل يالحصول عليها.
التفتت فجأة فاعتقدت أن اختي خرجت إنما تفاجأت، فكانت صبية مشابهة لأختي تخرج و على وجهها ملامح السعادة و تصرخ "حصلت عليها" و بسمتها تظهر و كأنها رزقت بثروة لم تكن تحلم يوما بالحصول عليها. لربما كانت هذه الصبية بالإضافة إلى أختي من القلائل الذين دخلوا بمفردهم، فالملفت أن الناس كانوا بالوفود، فإما زوجان شابان يأملان ببداية جديدة في الخارج، أو عائلات مكونة تريد الإستمرار و أزواج شائبة شعرها تريد الذهاب و الإطمئنان على ابناءها التي نادرا ما تطل.
يدخلون و يخرجون بعد لحظات إما علامات السعادة أو الكآبة مرسومة على وجوههم. و بالرغم من معرفتي لأسباب البعض إنما ما جهلته هي أسباب السعادة او الكآبة. فهل حقا يستحق هذا الإذن او هذه الورقة كل هذا الإنفعال و التأثر؟ فالبلاد على تحسن و الأوضاع على تقدم، فلم المغادرة و الإستسلام في بينما يمكن إشعال شمعة الأمل في بناء لبنان جديد، لبنان يستقطب و لا يودع، لبنان يقفون على سفاراته لزيارته و ليس لتجديد الباسبور. فعلى لائحة الإنتظار وقفت و على أحلام عديدة قضيت هاتين الساعتين الطويلتين و الهائلتين بأعداد الهاربين أو طالبين العدالة. أحلام رسمتها و أتمنى لو تصبح يوما واقع يتحقق و لكن ما أن خرجت أختي و خرج معها العديد من الحائزين على جائزة العمر، حتى أصبحت هذه الأحلام مجرد وهم في خيالي و كلمات أزين بها اوراقي و أوراقكم.
كنا ننتظر الأقارب، الأصحاب، الغرباء للخروج و الانتهاء من مهاهم في السفارة. ننتظر و ننظر إلى الخارجين فردا فردا عله يكون هو المطلوب.
جلست ذاك اليوم على مقاعد إحدى القهاوي المقاربة لإحدى السفارات أنتظر أختي للخروج. أختي واحدة من الكثيرين الذين دخلوا إلى باب السفارة تاركة كل أغراضها معي وذلك من دواعي الحماية و حملت أوراقها لطلب إذن من المعنيين للذهاب إلى بلادهم.
فجلست أنتظر و معي جلس عدد من المنتظرين، فكن المشهد مشابه للوقوف في باحة المطار ننتظر مسافرينا العائدين. و كما في كل جلساتنا، يكون الحوار سيد الموقف، و بما أن أسبابنا مشابهة، بدأ الكلام و التعرف. فلكل منهم حالة مختلفة عن الأخرى و سبب يدفعه للسفر غير الثاني. إنما القاسم المشترك أن الجميع في أمسّ حاجة للسفر و المغادرة.
موقف السيارات كان يمتلئ دقيقة بعد دقيقة، ساعة بعد ساعة و الناس هارعة خوفا من التأخر عن موعدها لتدخل لعلها تنجح بتحقيق حلمها أو هدفها بالحصول على ال"فيزا". هذه الفيزا أصبحت للبعض و مهما كان البلد المقصود هي بطاقة انطلاق إلى عالم يرون فيه معالم التطور و التحسن، يرون فيه السلام. هذا ما سمعته بين المتحاورين. لم أجاوب لأن أسبابي كانت خجولة كونها كانت لزيارة قصيرة أمام طلبات الهجرة و الإغتراب التي كان يأمل يالحصول عليها.
التفتت فجأة فاعتقدت أن اختي خرجت إنما تفاجأت، فكانت صبية مشابهة لأختي تخرج و على وجهها ملامح السعادة و تصرخ "حصلت عليها" و بسمتها تظهر و كأنها رزقت بثروة لم تكن تحلم يوما بالحصول عليها. لربما كانت هذه الصبية بالإضافة إلى أختي من القلائل الذين دخلوا بمفردهم، فالملفت أن الناس كانوا بالوفود، فإما زوجان شابان يأملان ببداية جديدة في الخارج، أو عائلات مكونة تريد الإستمرار و أزواج شائبة شعرها تريد الذهاب و الإطمئنان على ابناءها التي نادرا ما تطل.
يدخلون و يخرجون بعد لحظات إما علامات السعادة أو الكآبة مرسومة على وجوههم. و بالرغم من معرفتي لأسباب البعض إنما ما جهلته هي أسباب السعادة او الكآبة. فهل حقا يستحق هذا الإذن او هذه الورقة كل هذا الإنفعال و التأثر؟ فالبلاد على تحسن و الأوضاع على تقدم، فلم المغادرة و الإستسلام في بينما يمكن إشعال شمعة الأمل في بناء لبنان جديد، لبنان يستقطب و لا يودع، لبنان يقفون على سفاراته لزيارته و ليس لتجديد الباسبور. فعلى لائحة الإنتظار وقفت و على أحلام عديدة قضيت هاتين الساعتين الطويلتين و الهائلتين بأعداد الهاربين أو طالبين العدالة. أحلام رسمتها و أتمنى لو تصبح يوما واقع يتحقق و لكن ما أن خرجت أختي و خرج معها العديد من الحائزين على جائزة العمر، حتى أصبحت هذه الأحلام مجرد وهم في خيالي و كلمات أزين بها اوراقي و أوراقكم.